البداية التي تصنع الفرق

٣١ أغسطس ٢٠٢٥

التمكين الرقمي: بوابة السعودية نحو اقتصاد المعرفة والابتكار

التمكين الرقمي ركيزة أساسية لرؤية السعودية 2030، يجمع بين البنية التحتية المتقدمة والمهارات البشرية لقيادة الابتكار، تعزيز الاقتصاد، وفتح فرص تنافسية محلية وعالمية.


في عالم الثورة الصناعية الرابعة، أصبح التمكين الرقمي حجر الزاوية في بناء اقتصاد حديث قائم على المعرفة والابتكار. لم يعد التعامل مع التكنولوجيا ترفًا أو مهارة ثانوية، بل تحول إلى شرط أساسي للاندماج في سوق العمل، وللمشاركة الكاملة في الحياة الاقتصادية والاجتماعية. 
المجتمعات التي تتأخر في بناء قدراتها الرقمية تجد نفسها عاجزة عن المنافسة، ومعتمدة على الآخرين في إنتاج القيمة. 


تعريف التمكين الرقمي 

التمكين الرقمي هو عملية تزويد الأفراد والمنشآت بالمهارات، والأدوات، والبنية التحتية اللازمة لاستخدام التكنولوجيا بكفاءة في العمل والتعليم والخدمات. يشمل ذلك: 

  • الوصول إلى الإنترنت عالي السرعة في مختلف المناطق. 
  • تطوير المهارات الرقمية من المستويات الأساسية إلى المتقدمة مثل الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات. 
  • تمكين رواد الأعمال من استخدام المنصات الرقمية للوصول إلى أسواق جديدة. 


المشهد الرقمي في السعودية 

وضعت المملكة التحول الرقمي في قلب رؤية 2030، وأطلقت برامج ومبادرات وطنية رفعت مستوى الجاهزية الرقمية على نطاق واسع: 

  • تغطية 98% من المناطق المأهولة بخدمات الإنترنت عالي السرعة. 
  • إطلاق أكثر من 400 منصة حكومية رقمية عبر المنصة الوطنية الموحدة لتسهيل الخدمات. 
  • ارتفاع ترتيب السعودية في مؤشر الأمم المتحدة لتطوير الحكومة الإلكترونية إلى المركز 31 عالميًا في 2022. 


المبادرات والبرامج الرئيسة 

1. مهارات المستقبل 

برنامج ينفذه صندوق تنمية الموارد البشرية (هدف)، يركز على تدريب السعوديين على المهارات الرقمية المطلوبة في سوق العمل، بما في ذلك الحوسبة السحابية، الأمن السيبراني، والذكاء الاصطناعي. 

2. SDAIA Elevate 

مبادرة من الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي لتأهيل أكثر من 25 ألف امرأة في مجالات تحليل البيانات والتقنيات المتقدمة، مما يعزز حضور المرأة في الاقتصاد الرقمي. 

3. العطاء الرقمي 

مبادرة وطنية مفتوحة لجميع فئات المجتمع، تقدم آلاف الدورات والورش عبر الإنترنت، لنشر الثقافة الرقمية وبناء قدرات المجتمع على التعامل مع التقنيات الحديثة. 


الأثر الاقتصادي والاجتماعي 

تشير بيانات البنك الدولي إلى أن زيادة انتشار الإنترنت بنسبة 10% يمكن أن ترفع الناتج المحلي للدول النامية بأكثر من 1.3%.
في السعودية، ساهمت التجارة الإلكترونية في نمو مبيعات التجزئة الرقمية بنسبة 32% سنويًا منذ 2020، مما خلق فرص عمل جديدة للشباب، وسهّل على رواد الأعمال دخول السوق بدون تكاليف تشغيلية ضخمة. 
كما أدى التوسع في الخدمات الرقمية الحكومية إلى تقليل الإجراءات البيروقراطية، وخفض التكاليف على المواطنين والشركات. 


خطوات لتعزيز التمكين الرقمي 

  • التوسع في التدريب المتخصص في التقنيات الناشئة مثل البلوك تشين، إنترنت الأشياء، والروبوتات. 
  • تحفيز الاستثمار في البنية التحتية، خاصة في المناطق الأقل حظًا من حيث الخدمات الرقمية. 
  • دمج الثقافة الرقمية في المناهج التعليمية منذ المراحل المبكرة، لضمان أن الجيل الجديد يتعامل مع التكنولوجيا بوعي وأمان. 

التمكين الرقمي في السعودية لم يعد مبادرة ثانوية، بل هو عنصر أساسي في صياغة مستقبل الاقتصاد الوطني. الدمج بين بنية تحتية قوية، ومهارات بشرية متقدمة، ودعم مؤسسي واضح، يضمن أن يكون المجتمع قادرًا على المنافسة إقليميًا وعالميًا. 
المعادلة واضحة: كلما ارتفعت الكفاءة الرقمية، ارتفعت القدرة على الابتكار والنمو، وازدادت فرص الجميع في المشاركة الكاملة في بناء اقتصاد متنوع ومستدام. 

أروقة البداية والنهاية

نسير بثبات نحو المستقبل عبر أروقة العمل الجاد والطموح الذي لا يعرف حدودًا..
نزرع الأثر ليبقى، ونستكشف الآفاق الواعدة لنكتشف فرصًا تعود بالنفع على الإنسانية جمعًا.
هنا، حيث يبدأ الأمل، ولا تنتهي المسيرة!

تواصل معنا الآن
Logo