البداية التي تصنع الفرق

٢٩ أغسطس ٢٠٢٥

تمكين الشباب استثمار في الحاضر وبناء للمستقبل

تمكين الشباب في السعودية هو استراتيجية وطنية لاستثمار العائد الديموغرافي عبر التعليم النوعي، ريادة الأعمال، والمشاركة في القرار لبناء اقتصاد متنوع ومستدام.


في عالم تتحكم فيه التكنولوجيا المتسارعة والتنافس الاقتصادي الحاد، أصبح الشباب المحرك الأكثر قوة لأي تحول وطني. تجاوزت فكرة اعتبارهم مجرد فئة عمرية إلى رؤيتهم كرأسمال بشري استراتيجي، قادر على دفع عجلة الابتكار وتعزيز الإنتاجية. 
في السعودية، حيث يشكل الشباب قرابة ثلثي السكان، بات تمكينهم ليس مبادرة اختيارية، بل التزامًا وطنيًا لضمان استدامة النمو الاقتصادي والاجتماعي. 


الفرصة الديموغرافية السعودية 

تشير بيانات الهيئة العامة للإحصاء إلى أن نحو 63% من سكان المملكة هم دون سن الثلاثين. هذه النسبة تمثل ما يُعرف بـ"العائد الديموغرافي"، وهي فترة زمنية تكون فيها القوى العاملة النشطة أكبر من الفئات المعتمدة اقتصاديًا. استغلال هذه النافذة يتطلب سياسات متكاملة، وإلا تحولت الفرصة إلى تحدٍ اقتصادي واجتماعي. 


محاور تمكين الشباب 

1. تعليم موجه نحو المستقبل 

لم تعد الشهادة الأكاديمية وحدها كافية لضمان دخول سوق العمل. أصبح التركيز على دمج مناهج STEM (العلوم، التقنية، الهندسة، الرياضيات) في التعليم منذ المراحل المبكرة، إلى جانب التدريب العملي والميداني.
برامج مثل مهارات المستقبل التي ينفذها صندوق تنمية الموارد البشرية، تهدف إلى تجهيز الشباب بمهارات الذكاء الاصطناعي، الحوسبة السحابية، وتحليل البيانات، بما يتماشى مع متطلبات السوق. 

2. فرص عمل نوعية ودعم ريادة الأعمال 

بيانات وزارة الموارد البشرية تظهر ارتفاع عدد السعوديين العاملين في القطاع الخاص إلى أكثر من 2.2 مليون في 2024، نسبة معتبرة منهم من فئة الشباب.
كما أطلقت الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة "منشآت" حاضنات أعمال ومسرعات ابتكار، لتمكين الشباب من تأسيس مشاريعهم الخاصة، حيث تجاوز عدد المنشآت الصغيرة والمتوسطة 1.2 مليون منشأة بنهاية 2023. 

3. المشاركة في صنع القرار 

إشراك الشباب في المجالس الاستشارية والهيئات الحكومية والخاصة لم يعد خطوة رمزية، بل بات وسيلة عملية لضمان أن السياسات المستقبلية تراعي تطلعاتهم وتستفيد من رؤاهم. 


الأثر الاقتصادي والاجتماعي 

وفق تقرير منظمة العمل الدولية، فإن زيادة الاستثمار بنسبة 1% من الناتج المحلي في تدريب وتشغيل الشباب يمكن أن تخفض البطالة بينهم بمعدل 2.4% خلال خمس سنوات.
في السعودية، ساهمت المبادرات الحكومية في خفض معدل البطالة العام إلى 7.1% في الربع الثاني من 2024، وهو أدنى مستوى منذ أكثر من عقد. 
تمكين الشباب اقتصاديًا لا يقتصر على تحسين دخل الأفراد، بل يخلق بيئة مجتمعية أكثر استقرارًا ويقلل من معدلات الاعتماد على الدعم الحكومي. 


قصة نجاح: زياد الثبيتي 

زياد الثبيتي مثال حي على كيف يمكن لمبادرة وطنية أن تغير المسار المهني لشاب طموح. التحق زياد بقطاع التشغيل والصيانة من خلال مبادرة توطين عقود التشغيل، ولم يتعامل مع الوظيفة كمحطة مؤقتة، بل كمسار مهني متكامل. 
استثمر في برامج التدريب المتاحة، وتدرج في المناصب حتى أصبح عنصرًا محوريًا في فريقه. قصته تعكس أن السياسات الفعالة تحتاج إلى شباب يدركون قيمة الفرص ويعملون على تعظيمها. 


التوصيات لتعزيز التمكين 

  • التوسع في الشراكات مع القطاع الخاص لتوفير تدريب عملي في بيئة العمل الفعلية. 
  • زيادة التمويل الموجه للمشاريع الريادية الشبابية، خاصة في مجالات التقنية الخضراء والطاقة المتجددة. 
  • تطوير برامج للإرشاد المهني تربط الطلاب والخريجين برواد الأعمال والخبراء. 


تمكين الشباب في السعودية تجاوز فكرة المبادرات المؤقتة، وأصبح نهجًا استراتيجيًا طويل المدى. الاستثمار في تعليمهم، وتوفير بيئة داعمة لريادة الأعمال، وإشراكهم في القرار، لا يصنع نجاحًا فرديًا فقط، بل يخلق جيلًا قادرًا على قيادة الاقتصاد الوطني نحو تنويع مصادر الدخل وتعزيز القدرة التنافسية عالميًا. 

 

أروقة البداية والنهاية

نسير بثبات نحو المستقبل عبر أروقة العمل الجاد والطموح الذي لا يعرف حدودًا..
نزرع الأثر ليبقى، ونستكشف الآفاق الواعدة لنكتشف فرصًا تعود بالنفع على الإنسانية جمعًا.
هنا، حيث يبدأ الأمل، ولا تنتهي المسيرة!

تواصل معنا الآن
Logo