تطبيق توكلنا: نموذج سعودي للتحول الرقمي والابتكار

عندما اجتاح العالم وباء كورونا عام 2020، واجهت الدول تحديات غير مسبوقة طالت الصحة والاقتصاد والتعليم والحياة اليومية. في المملكة العربية السعودية جاءت الاستجابة مختلفة من خلال ابتكار رقمي تمثل في تطبيق توكلنا الذي طورته الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا) بالتعاون مع وزارة الصحة. 

من إدارة الأزمة إلى الحل الرقمي 

مع فرض الإغلاق وتقييد الحركة، برزت الحاجة إلى أداة رقمية تُمكّن الأفراد من الحصول على تصاريح تنقل آمنة، وتزويدهم بمعلومات صحية موثوقة. كان هذا هو الدور الأول الذي أداه تطبيق توكلنا في مرحلته الأولى. 

لاحقًا، ومع العودة التدريجية للحياة الطبيعية، تطور التطبيق إلى منصة رقمية متكاملة تدعم مختلف جوانب الحياة اليومية والخدمات الحكومية والتعليمية، ليتجاوز حدود إدارة الأزمة إلى التحول الرقمي الاستراتيجي. 

أثر اجتماعي واسع 

لم يكن توكلنا مجرد تطبيق صحي، بل تحول إلى منصة وطنية متكاملة تضم أكثر من 1000 خدمة رقمية يستفيد منها ملايين الأفراد: الأسر، الطلاب، كبار السن، وذوو الإعاقة. 
اليوم، مع تكامله مع أكثر من 140 مزود خدمة، تجاوز عدد مستخدميه 34 مليون مستخدم، ما يعكس الثقة المجتمعية والنجاح في تعزيز التحول الرقمي في أوقات الأزمات وما بعدها. 

توكلنا كابتكار وطني 

يجسد تطبيق توكلنا مفهوم الابتكار العملي الذي يجمع بين التقنية واحتياجات المجتمع عبر: 

• دعم الصحة العامة بمتابعة الحالات والإبلاغ المبكر. 
• تمكين استمرارية التعليم والأعمال خلال الجائحة. 
• تخفيف آثار العزلة عبر توفير قناة تفاعلية بين المجتمع والجهات الرسمية. 

من أداة طوارئ إلى منصة استراتيجية 

رغم انطلاقته في ظل أزمة صحية، أصبح توكلنا اليوم جزءًا من مسار التحول الرقمي الوطني. فهو يقدم خدمات متنوعة تشمل الصحة، التعليم، المرور، التمويل، والتواصل مع الجهات الحكومية. هذه النقلة تعكس رؤية المملكة في جعل التقنية أداة لتمكين المجتمع وتحقيق الاستدامة. 

دروس مستفادة من تجربة توكلنا 

تُبرز تجربة توكلنا عدة دروس مهمة في الابتكار: 

• الابتكار يمكن أن ينطلق بسرعة إذا توافرت الإرادة والشراكة. 
• التكامل بين الجهات الحكومية والمجتمعية أساس لتحقيق الأثر. 
• الثقة الرقمية عامل جوهري لضمان تبني الحلول التقنية على نطاق واسع. 

 
يمثل تطبيق توكلنا نموذجًا سعوديًا رائدًا في الابتكار الرقمي والتحول الوطني. فهو يبرهن على قدرة المملكة على الجمع بين التقنية والسياسات واحتياجات المجتمع لبناء حلول عملية ومستدامة تتجاوز حدود الأزمات إلى صناعة مستقبل رقمي متكامل.